تاريخ الطب البيطري بمصر-الـــجــزء الثـــانــــي - الطب البيطري في مصر الحديثةl



الطب البيطري في مصر الحديثة

يؤرخ لمصر الحديثة بعصر محمد علي الذي ركز جهوده في إعداد جيشه الضخم بأسلحته المختلفة و منها سلاح الفرسان الذي توفرت له الخيول اللازمة و الأطباء البيطريون الذين أنيط لهم رعاية تلك الخيول و علاجها من ضباط الجيش الذين كانوا يرسلون في بعثات إلي فرنسا للتخصص فئ الطب البيطري .

و قد ظهر في عهدة في رشيد وباء خطير أصاب الأبقار المستخدمة في إدارة طوحين ضرب الأرز و نتج عنة نفوق ما يقرب من إلف و مائتين من الأبقار المصابة, فاستدعي محمد على اثنين من الأطباء البيطريين من ليون بفرنسا من خريجي مدرسة الفرير هما ( المسيو هامون ) و ( المسيو برينو ) فقاما بإجراء الصفات التشريحية لجثث الكثير من الحيوانات النافقة و قد قررا أن بقر رشيد مصاب بالتهاب حاد في الجهاز الهضمي ولاحظا وجود كميات كبيرة من الحصا و الطين بالمعدة و قد دلت الإعراض في مجموعها على أن الإصابة طاعون قذارة الحظائر و رطوبتها و عدم تهويتها و قد خفت حدة المرض تدريجيا إلي أن زالت تماما.

****************

مدرسة الطب البيطري 
رأى محمد على ضرورة أنشاء مدرسة عصرية لتعليم الطب البيطري دعما لسياسة مقاومة أمراض الحيوان و تجنبا لحدوث مزيد من الخسائر بعد حدوث الوباء السابق ذكره و قد أنشئت هذه المدرسة في رشيد في عام 1827م و اشرف عليها المسيو هامون و المسيو برينو و استقدم إليها طلبة من مدرسة الطب البشرى في أبى زعبل و عوملوا نفس المعاملة في مدرسة الطب البيطري و أعطيت لهم الكساوى و المرتبات ذاتها و منح خريجوها المهايا التي كانت تعطى للأطباء البشريين. 

و كانت الدروس تلقى باللغلة الفرنسية و كان يترجمها مترجم في المحاضرة ذاتها و قد تخرج من هذه المدرسة عشرة طلاب انتشروا بعد تخرجهم في ربوع الدلتا.

و في عام 1931م انتقلت المدرسة إلي أبى زعبل بجوار مدرسة الطب البشري و أنشئ بها مستشفي تدريبي و علاجي 
و مشرحة و صيدلية و استراحة لهيئة التدريس و الحق بها خمسون طالبا و كان الدراسة باللغة الفرنسية و انتدب لها
أساتذة من الخارج و الذين كان لهم الفضل في وضع الكتب البيطرية أمثال ( المعلم جيرا ر ) الذي وضع كتاب
( التشريح البيطري لمختلف الحيوانات ) و جملة كتب أخرى و ترجمت إلي العربية و المعلم ( لافارج )الذي وضع كتاب
( الفسيولوجيا البيطرية ) و المعلم ( برنس ) الذي وضع كتاب ( الأمراض الباطنة و غيرهم ).
و قد قررت لائحة هذه المدرسة أن يدرس الطلاب الطبيعة و الكيمياء و الإحياء بمدرسة الطب ثم التشريح و الطب و الجراحة و علم الأمراض و التشخيص و سياسة الحيوان و يؤدى الطلاب الامتحان أمام لجنة من أساتذة الطب و الطب البيطري.
و في عام 1836م جعلت مدة الدراسة خمس سنوات تصل إلي ستة بالتدريب و اشترط لقبول الطالب حصوله على الدراسة الثانوية أو إن يكون من مدرسة الألسن. 

و قد ظل المسيو هامون مديرا للمدرسة حتى عام 1840م انتقلت خلالها المدرسة من أبى زعبل إلي شبرا و ذلك بعد أن انتقلت مدرسة الطب البيطري إلي قصر العيني في عام 1839م و في الوقت الذي انتقلت فيه مدرسة الطب البيطري إلي شبرا كانت مدرسة الزراعة المنشاة حديثا في ( نبروة ) بالدقهلية تسير بخطوات وئيدة غير موفقة فطلب من المسيو هامون أن يديرها فوافق على ذلك و ضمها إلي مدرسة الطب البيطري بعد نقلها إلي شبرا و قد ظلت مدرسة الزراعة تابعة لمدرسة الطب البيطري حتى نقلتا معا إلي مدرسة السواري حتى أغلقت عام 1881م. و يذكر أمين باشا في كتابة
( التعليم في مصر ) أن مدرسة الطب البيطري فتحت في أبي زعبل في يونيو عام 1831م. و أغلقت في سبتمبر من العام نفسه و كان ناظرها سليم باشا أغا – و لعلة بخلاف مديرها – المسيو هامون الذي تولى نظارة المدرسة اعتبارا من فبراير 1837م حتى سبتمبر 1840م. , و لعل المدرسة في الفترة من 1831- 1837م كانت تابعة لمدرسة الطب . 

ثم تولى محمد بك أمين نظارة مدرسة الطب البيطري من يونيو 1841م إلي فبراير 1842م و خلفه محمد أفندي صبري من مارس 1842م إلي يناير 1849م ثم خلفه رستم أفندي من مايو حتى سبتمبر عام 1851م حتى انتقلت تبعيتها لمدرسة السواري بالجيزة ثم بالعباسية و قد اشتهر من خريجي عام 1870م من مدرسة الطب البيطري التي كانت تابعة لمدرسة السواري بالعباسية محمد أفندي صفوت وله مؤلفات عديدة في الطب البيطري و قد تقلد عدة مناصب بيطرية و أرسل في بعثة إلي فرنسا ضمن عشرة كان هو الوحيد الذي اجتازها بنجاح .


************************


مدرسة الطب في عهدها الثاني

استمر إغلاق مدرسة الطب البيطري حتى عام 1901م حيث تفشت الأوبة بين الحيوانات و قضت على نسبة كبيرة منها و تعطلت الأعمال الزراعية بشكل هدد الاقتصاد القومي, ولم يكن في استطاعة الأطباء البيطريين المعنيين في الحكومة في ذلك الوقت ( واحد في كل مديرية ) أن يقومو بكافة مقاومة تلك الأمراض المعدية التي تفشت مما اضطر ( المستر لتلوود) الذي تولى وظيفة الباشمفتش البيطري منذ عام 1881م أن يتقدم باقتراح إعادة فتح المدرسة لتخريج الأطباء البيطريين التي اقتضت الضرورة الحاجة إليهم لمقاومة أوبئة الحيوان و الكشف على الحوم . فصدر في عام 1901م قرار بإنشاء مدرسة البيطريين تتبع مصلحة الصحة التي كانت تتبع وزارة الداخلية في ذلك الوقت و كانت مستقلة عن مدرسة الطب البشرى و كانت مدة الدراسة بها ثلاث سنوات و قد التحق بها ثلاثون طالبا معظمهم من حملة الابتدائية ألا واحدا أو اثنين من دارسي البكالوريا وقد انتدب لتدريس الكيمياء بها( المسيو جابل) مدير المعمل الكيماوي الخديوي و كان يدرس
التشريح ( المستر يوجين ميسون ) الذي تولى تدريس علم الباثولوجي وإدارة المعمل الباثولوجي وفي عام 1904م نكبت مصر بوباء الطاعون ألبقري فاضطرت المدرسة إلي إن تعطى جميع الطلبة دراسة خاصة بهذا المرض و طرق مقاومته لمدة وجيزة للاستعانة بهم في مكافحته ثم جندوا بعد ذلك لمعاونة موظفي مصلحة الصحة في مكافحة وباء الكوليرا و بذلك لم تتح هذه الظروف الكثير من الطلبة فرص إتمام الدراسة المقررة و في عام 1905م زيدت سنوات الدراسة إلي أربع سنوات و في يناير 1914م قسم القسم البيطري إلي وحدتين احدهما للأشراف على الصحة العامة و مقاومة الأوبئة و تتبعها مدرسة الطب البيطري و يدير هذه الوحدة ( المستر لتلوود) و تتبع وزارة الزراعة. 

أما الوحدة الأخرى فكانت لمراقبة خيول الشرطة و حيوانات البلديات و علاجها و كذا الكشف على اللحوم بالمجازر و يدير هذه الوحدة ( المستر برانش ) و ظلت هذه الوحدة تابعة لمصلحة الصحة بوزارة الداخلية و نتيجة لذلك فقدت المدرسة الإفادة من العمل الباثولوجي و المعمل الكيماوي الخديوي و أيضا التدريب بمستشفي علاج حيوانات الشرطة و أنشئت بالمدرسة و وظيفة ناظر عين بها ( السنيور .س. رابلياتى ) من عام 1914إلى عام 1915 و كان إيطاليا و ذلك خلفا 
( لمستر لتلو ود) و عين ( الدكتور عبد العزيز النعمانى ) وكيلا لها و اقتصر القبول بها على حملة البكالوريا
و خلف ( المستر هـ. ميسون ) الانجليزي ( السنيور س. رابلياتى ) من عام 1915م حتى عام 1923م و لما قامت
الحرب العالمية الأولى في أغسطس عام 1914م أنتدب ناظر المدرسة للعمل مع الجيش المحارب و عين مديرا لمستشفي الجمال رقم واحد بالزيتون و كانت فصول المدرسة موزعة بين المستشفي المذكورة و بين مكانها الأول بمصلحة الصحة و قد قل عدد الطلبة من 57طالبا عام 1913م إلي 17 عام 1920م. 

و عندما انتهت الحرب العالمية عام 1918م نقلت المدرسة بصورة مؤقتة إلي مباني مدرسة الزراعة بالجيزة عام 1919م ثم انتقلت في نهاية 1920م إلي مبناها بالجيزة ( موقع الكلية القديمة ) .

و عندما أحيل ( المستر ليتل وود ) إلي المعاش عام 1924م نجح ( المستر برانش ) في ضم وحدة القسم البيطري بوزارة الداخلية إلي نظيرتها بوزارة الزراعة و ترتب على ذلك نقل مستشفي حيوانات الشرطة من مكانها خلف وزارة المالية إلي مستشفي مدرسة الطب البيطري بالجيزة و اقتصر عملها على علاج حيوانات الحكومة.

و في عام 1923م قررت الحكومة ضم جميع المدارس العليا إلي وزارة المعارف و منها مدرسة الطب البيطري بالقرار رقم 52 لسنة 1923م فانسلخ من المدرسة المعمل الباثولوجي و المستشفي. 

و في هذه الإثناء اعتزل ( المستر هـ. ميسون ) الخدمة و من معه من المدرسين الانجليز فعين ( الدكتور محمد عسكر بك ) ناظرا لها اعتبارا من 1924م حتى 1929م وقد قام بانتداب عدد من الأخصائيين للتدريس بالمدرسة كما انتدب عدد من الأخصائيين للتدريس بالمدرسة كما أرسل عدد من الخرجين في بعثات إلي الخارج عادو بعدها للتدريس بالمدرسة.

و في عام 1929م عين ( الكابتن كروس) الانجليزي ناظرا للمدرسة و استمر حتى عام 1937م و في هذه الإثناء انتقلت تبعية المدرسة إلي الجامعة المصرية عام 1935م و تحول اسمها إلي مدرسة الطب البيطري العليا و كانت تمنح دبلوما للطب البيطري. 

و في عام 1938م خلف ( الدكتور عبد العزيز النعمانى ) ( الكابتن كروس ) و زيدت مدة الدراسة بالمدرسة إلي 5 سنوات اعتبارا من ذلك العام و في عام 1946م تولى ( البروفيسور ج . ادواردز ) الانجليزي عمادة المدرسة حتى أواخر عام 1947م حيث خلعة ( الدكتور السيد فؤاد ) حتى عام1954م و اعتبارا من 1946م كان طلاب السنة الاعداديه بالمدرسة يدرسون مع الطب و الصيدلة و طب الأسنان. 



ياريت تقيم الموضوع
 " لو تمتعت بهذه المقالة ... اشترك في تغذية RSS الخاصة بنا "

No comments:

Post a Comment