الطاعون البقري_Rinderpest
الطاعون البقري مرض فيروسي حاد أو تحت حاد سريع الانتشار يصيب الأبقار والجاموس بصفة أساسية، و بصفة ثانوية الأغنام والماعز والخنازير و يتميز المرض بالحمى وتآكل وتقرح وتنكرز الغشاء المخاطي للقناة الهضمية مع إسهال شديد و الجفاف مسببا نسب نفوق عالية
مسبب المرض:
فيروس الطاعون البقري ينتمي إلى جنس موربلى ""Morbillivirus الذي يتبع عائلة باراميكسوفيريدى ""Paramyxoviridae، عترات الفيروس متطابقة من الناحية الانتيجينية والتطعيم بإحدى هذه العترات يعطى مناعة ضد جميع العترات. فيروس الطاعون البقري له صله أنتيجينية بفيروسات طاعون المجترات الصغيرة و حدة المزاج في الكلاب والحصبة في الإنسان. الفيروس ضعيف وهش للغاية ويتأثر بمعظم المؤثرات البيئية العادية ولذلك لا يستطيع البقاء حياً خارج جسم العائل إلا لبضع ساعات فقط ويموت الفيروس بفعل التعفن وكذلك بفعل أشعة الشمس ومعظم المطهرات.
الوبائية :
الطاعون البقري تم تشخيصه للمرة الأولى أثناء الوباء الشديد الذي اجتاح أوربا في الفترة مابين عامي 1711- 1714م، كما ظهر أول وباء في مصر في رشيد عام 1827 مسبباً وفيات هائلة ثم تعاقبت الأوبئة في الأعوام التالية 1841-1843, 1927, 1953, 1958 ثم 1982 و كان أخرها في عام 1986م. ينحصر تواجد المرض الآن في الهند و بعض البؤر في كل من قارة آسيا و الشرق الأوسط و قارة إفريقيا.
طرق نقل العدوى:
الفيروس يتواجد في دم الحيوان المصاب لمدة يوم إلى يومان قبل ارتفاع درجة الحرارة ويستمر لمدة 9-10 أيام بعد ظهورها حيث يفرز في الافرازات الدمعية والأنفية والمهبلية كما يتواجد في الروث والبول واللبن. و من المتفق علية عدم وجود ظاهرة الحيوانات الحاملة للمرض. إتنقال العدوى من الحيوان المصاب إلى الحيوانات المخالطة يتم بصفة أساسية بطريق مباشر عبر الاستنشاق، إلا أنة يحدث أيضا عبر تناول الماء والأعلاف الملوثة بإفرازات الحيوانات المصابة. الحيوانات أثناء فترة الحضانة وكذلك العدوى غير المحسوسة و أنواع الحيوانات الأخرى تعد مصادر أضافية للعدوى.
الحيوانات القابلة للاصابة :
الإصابة الطبيعية غالباً ما تكون بين الأبقار والجاموس. الأغنام والماعز والخنازير الآسيوية قابلة للإصابة أيضا و لكن بدرجة أقل. الجمال والخنازير الأوربية تكون العدوى بها تحت حادة أو غير محسوسة. المجترات البرية تعتبر مصدر شائع للعدوى ولها أهميتها في برامج استئصال المرض.
أعراض المرض:
في الأبقار والجاموس
فترة الحضانة تتراوح فيما بين 3-9 أيام ودورة المرض تتراوح فيما بين 7-17يوم ونسبة الإصابة قد تصل إلى 100% ونسبة الوفيات تتراوح فيما بين 25-90 %. صورة المرض في المناطق التي يتوطن بها تكون بشكل عام أكثر اعتدالا ويكاد ينحصر في العجول الصغيرة أو البالغة عام من العمر بينما تختلف الصورة في المناطق التي يدخل فيها المرض على حيوانات لم تصب أو تطعم من قبل, حيث نسب النفوق العالية وشمول الإصابة مختلف الفئات العمرية. الصور الإكلينيكية للمرض متعددة:
* الصورة فوق الحادة:
غالبا ما تظهر بين العجول الصغيرة والحيوانات الواردة من مناطق خالية من المرض وتتميز بالظهور المفاجئ وارتفاع درجة الحرارة و فقدان الشهية والخمول واحتقان شديد بالأغشية المخاطية ويحدث النفوق في خلال يومين أو ثلاثة حتى قبل ظهور آفات الأغشية المخاطية التآكلية.
* الشكل الكلاسيكي للمرض"الصورة الحادة":
بعد 2-5 أيام من ارتفاع درجة الحرارة وما يرافقها من أعراض تظهر نقط تنكرزية بارزة لونها أبيض أو رمادي على الأغشية المخاطية المبطنة للفم والمسالك الانفية وكذلك القناة البولية التناسلية حيث تلتحم ببعضها مكونة رقائق صديدية تنفصل مخلفة سطح احمر خشن متآكل كما يصاحب هذه الآفات سيلان اللعاب بشده وإفرازات انفية ودمعية مصلية تتحول إلى صديدية و بعد ذلك يبدأ ظهور الإسهال مع انخفاض الحرارة و الذي يكون سائلاً ومدمما ويحتوى على الكثير من المخاط. في الحالات المميتة يصاحب الأعراض السابقة جفاف وعيون غائرة و انهيار ويحدث النفوق بعد 6-12يوم من ظهور الحرارة أما في الحالات التي يحدث فيها الشفاء فيتوقف الإسهال بعد أسبوع من ظهوره، إما عودة الحيوان لسابق حالته الصحية فسوف تستغرق عدة أسابيع والحيوانات العشار قد يحدث لها إجهاض خلال فترة النقاهة الطويلة
الصورة تحت الحادة:
تظهر على الحيوان المصاب كل أو بعض أعراض الشكل الكلاسيكي ولكن بدرجة أكثر اعتدالاً وبنسب شفاء أعلى وآفات الفم التئامها أسرع ولكن الشفاء التام يحتاج أيضاً فترة نقاهة طويلة.
* الفيروس مثبط للمناعة و يسبب إثارة وتنشيط المسببات المرضية الكامنة مثل البابيزيا التي قد تظهر بعد 4-7 أيام من ظهور الحمي مما يسبب الخلط والالتباس في عملية التشخيص.
diarrhea
|
Depression
|
purulent discharges
|
muzzle skin sloughing
|
Photophobia&
Conjunctivitis
|
Dried ocular discharge
and
nasal excoriation
|
Inflammation of cheek papillae
|
Advanced mucosal erosions
|
healing mucosal ulceration
|
Extensive mucosal erosion
|
eroded cheek papillae
|
Inflammation and necrosis of cheek papillae
|
Erosion under the tongue
|
Shallow erosion in the mouth
|
Mucosal erosions – “cigarette burns
|
Dehydration and death
|
يتميز المرض بقصر دورته وبروز الأعراض المرتبطة بالالتهاب الرئوي إلى جانب الحمى والتهاب الفم التآكلى وكذلك الافرازات المصلية الأنفية والدمعية و الإسهال، الحالات الحادة تنفق بعد 6-7ايام.
في الخنازير
تتمثل الأعراض في الحمى التي يصاحبها فقدان الشهية وخمول ورعشة وقئ ونزف أنفى إلى جانب التآكل في الغشاء المخاطي للفم والإسهال والجفاف والهزال وقد يحدث إجهاض للحالات العشار.
الصفة التشريحية:
جثة الحيوان النافق تبدو هزيلة وملوثة بالإسهال والإفرازات بينما القناة الهضمية خاصة الفم والبلعوم وأعمدة الكرش والمعدة الغدية والأمعاء الغليظة يظهر عليها الاحتقان الشديد وتآكل الغشاء المخاطي لها. أما الغشاء المخاطي للمستقيم فيظهر عليه احتقان الشعيرات الدموية على الثنايا الطويلة له على شكل خطوط طولية مميزة ومشخصة للمرض تعرف بخطوط الحمار الوحشي Zebra stripping.
Eroded hard palate
|
Gastro-enteritis
|
Hemorrhagic mesenteric lymph nodes
|
Hemorrhagic Peyer’s patches
|
Linear petaechial haemorrhages in colon
|
Zebra striping” in the colon
|
التشخيص:
* التشخيص الحقلي:
التشخيص المبدئي للمرض ممكن في مناطق انتشاره من خلال نموذجه الوبائي المتمثل في نسب الإصابة والنفوق العالية وكذلك الانتشار السريع وإصابة كافة الأعمار على حد سواء ورصد حركة حيوانات حديثة بالمنطقة مضافاً إلى ذلك أعراض الحمى والتهاب الفم التآكلي والإسهال ووجود أفات القولون والمستقيم المميزة له.
* العينات اللازمة للتشخيص المعملي:
· لعزل الفيروس و اكتشاف مستضادته بالاختبارات المتخصصة يلزم جمع عينات من الحيوان الحي مبكرا أثناء فترة الحمى عبارة عن دم كامل على مانع تجلط لفصل الطبقة السنجابية وكذلك مسحات أنفيه ودمعية و أخرى من كحت آفات اللثة و خزعات الغدد الليمفاوية، ومن الحيوانات المذبوحة قطاعات نسيجية من الطحال والعقد الليمفاوية و اللوز يتم جمعها على ثلج وأخرى للفحوص الهيستوباثولوجية تحفظ في محلول الفورمالين 10%. العينات يجب فحصها بأسرع ما يمكن، ولا يجب تجميد عينات الدم.
· يجب جمع زوج من عينات المصل الأولى أثناء الحمى والثانية خلال فترة النقاهة للاختبارات السيرولوجية.
* التشخيص المقارن:
الطاعون ألبقري يجب تمييزه من الأمراض التي تتميز بآفات الفم التآكلية مع الإسهال مثل التهاب الرأس الخبيثة "MCF" والإسهال الفيروسي "BVD-MD" والصورة الهضمية لالتهاب الأنف والقصبة الهوائية المعدي و كذلك الحمى القلاعية و اللسان الأزرق وطاعون المجترات الصغيرة.
المناعة:
الحالات التي تشفى من المرض تكتسب مناعة قوية مدى الحياة.
العلاج:
المرض من الأمراض التي يجب التبليغ عنها، ولا يجب عمل أي محاولات علاجية.
طرق التحكم والسيطرة على المرض:
* في الدول الخالية من المرض يكون الحيلولة دون دخول المرض هو المستهدف وذلك عن طريق منع استيراد الحيوانات القابلة للإصابة وكل المنتجات الحيوانية من البلاد التي يتواجد بها المرض أو المشتبة بها أو المطبق بها نظام التطعيم.
* الدول التي يظهر فيها المرض للمرة الأولى تكون الإجراءات الإستئصالية واجبة بل حتمية عن طريق الذبح و التخلص الصحي الفوري من القطعان المصابة وكذلك المجاورة والمعرضة للإصابة مع تطبيق إجراءات الحجر البيطري الصارمة وذلك مع تطهير الحظائر المصابة بالصودا الكاوية أو الليزول، إذا كان الوباء آخذ في الانتشار وبدا أنه سيخرج عن السيطرة فأنة يجب تطعيم كل المجترات و الخنازير باللقاح المضعف حلقيا بالمناطق المحيطة.
* في المناطق التي يتوطن بها المرض يكون هدف إجراءات التحكم هو الحد من تواجد المرض والتخفيف من الخسائر التي يسببها عن طريق الحد من حركة القطعان إلى جانب التطعيم مع مراقبة وضع المرض، في البداية يتم تطعيم كل العوائل القابلة للإصابة من كل الأعمار سنويا حتى يصل مستوى المناعة لأعلى من 90% فتطعم العجول المولودة سنويا لمدة موسمين، وبعد مرور 5 سنوات دون حدوث أوبئة يتوقف التطعيم لتبدأ إجراءات مراقبة وضع المرض سيرولوجيا للتعامل الفوري مع أي وباء طارئ بتطبيق الإجراءات الصارمة من الحجر والتطهير والتطعيم الحلقي.
اللقاح الحي المضعف: واسع الانتشار والاستخدام حاليا وهو لقاح نسيجي محضر من أنسجة كلى العجول و مضعف بشكل كبير مما يمنع نقل العدوى بالتجاور كما يمنع إثارة مسببات الأمراض الكامنة كما يتميز بأمان استخدامه في العشار ويعطى مناعة طويلة الأمد تتراوح ما بين 8-11 عام و تنتقل للعجول المولودة عبر اللبأ وتستمر معها 5- 6 شهور.
في مصر: اللقاح الحي المضعف يحضر من العترة " "kabete o strainوالتطعيم الدوري الشامل في مصر قد توقف منذ عام 1990 لانحسار تواجد المرض ولكن إنتاج اللقاح مستمر بشكل إستراتيجي للاستخدام الفوري عند الضرورة.
عند ظهور حالات مشتبه بها يجب الإسراع بإبلاغ أقرب أداره بيطرية ليتسنى اتخاذ الإجراءات الضرورية فوراً.
No comments:
Post a Comment